الإمبراطورية الرومانية هو مصطلح أطلق على المرحلة التي تلت الجمهورية
الرومانية التي حكمت روما، فهي تطور للحكم السياسي لروما، وقد تميزت مرحلة
الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم
الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل
الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب
الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من
الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية
الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق.
م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم
(32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات
التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27
ق. م).نبذة عن الرومان
الرومان هم شعب ارتحل ربما من شرق أوروبا أو
من آسيا ثم رحلو إلى الجزر الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل
الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم
وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس
دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة
وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر
البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل
بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء
الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم
الدولة الجامعة (Universal State) ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن
الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات
الدولة الرومانية عام 476 م.ii
[تأسيس مدينة روما التاريخية]
ليس
هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة
الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من
الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على
مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس
القرية الصغيرة كان حول النزاع الأول بين الاخوين رومليوس وريموس حول تاسيس
مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وابيها ايمليوس حول مصير
الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك ان التوامين
قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن اسبوع.ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة
ونقلهما مباشرة إلى زوجته اين قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عاما روما
نسبة إلى مؤسسها روميلوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق
المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما.
وتشير الروايات إلى أن رومولوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية
وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:
السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.
[قيام الإمبرطورية الرومانية]
خريطة توضح أقصى امتداد للدولة الرومانية وذلك في عهد تراجان
أسقطت
ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية تارلينيوس واعتبر الرومان عام 509 ق.م
مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه
اسم عام المجد وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا
تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة
في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية
الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا
ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية،
ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا
بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات
المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس
الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت
تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة
عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر
الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة
الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة
قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب
البونيقية Punic Wars.
[الصراع الروماني القرطاجي]
مقال تفصيلي :الحروب البونية
بدأ
الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول
احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م واعتبر
القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه
الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت
إلى عام 241 ق.م.
وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك
البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم
المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً
نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت
قواتهم برية.
وقد حقق الرومان أول نصر عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية
عام 241 ق.م، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني مختاريوس ماركوس ديغولوس
من هزيمة الأسطول القرطاجي عام 256 ق.م وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية
يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم
في هذه الحقبة من الزمن حنبعل الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على
الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي
الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على
الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد روما فبعد أكثر من عشر سنوات من
الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الإتجاهات لشبه الجزيرة
الإيطالية قويت حملة حنبعل المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس
الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور
عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في خوف من
التحالفات التي قد تهدد وجود دولتهم.
[انتصارات حنبعل]
تمكن حنبعل من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:
الانتصار على الجيش الروماني في معركة معركة كاناي.
الاستيلاء على مدينة ساعونتوم حليفة روما.
قطع نهر تريبيا.
وقد
سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني فيليب الخامس وهانيبال ضد
الرومان، وزاد الطينة بلة انفصال سيراكوز في صقلية عن السلطة المركزية في
روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة
[هزيمة حنبعل]
تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها:
قدرة القادة الرومان على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال من قرطاجة.
كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الإنقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
كان
القسم الأكبر من جيش (حنبعل) من الخيالة، وكان هذا السلاح فعالاً في
العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار
واحتلال الأراضي.
وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم
جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى
استعادة كل من مدينتي سيراكوز وكابي، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا
لمحاصرة قوات هانيبال ومنع التعزيزات من الوصول إليها.
وقد ألحقت القوات
الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا Ilipa في إسبانيا وفي
هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى
الرومان إلى مصالحته.
وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً
قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض
المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من
إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي هزم
فيها القرطاجيون. بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :
يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.
كان
من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي
والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتينا تحت سم إسبانيا القريبة
وإسبانيا البعيدة.
[عصر التوسع الروماني]
إثر الانتهاء
من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في
الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف
تتمثل في :
الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.
شن
الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في
الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت
حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لآسيا
الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه
الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.
وبعد
هذه الإنتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم
بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ
الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة
تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارج
[الحكم الروماني في مصر والشام]
[الحكم الروماني في مصر]
يقول ألفرد بتلر عن الحكم الروماني في مصر:
إن حكومة مصر (الرومية) لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال
من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير
الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة أو تهذيب نفوسهم
أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على
القوة ولا يحس بشيء من العطف على الشعب المحكوم[5]
[الحكم الروماني في الشام]
مقال تفصيلي :سوريا (ولاية رومانية)
يقول مؤرخ شامي عربي عن الحكم الروماني في الشام:
كانت معاملة الروماني للشاميين بادئ بدء عادلة حسنة مع ما كانت عليه
ممتلكتهم في داخليتها من المشاغب والمتاعب. ولما شاخت دولتهم انقلبت إلى
أتعس ما كانت عليه من الرق والعبودية، ولم تضف رومية بلاد الشام مباشرة ولم
يصبح سكانها وطنيين رومانيين، ولا أرضهم أرضاً رومانية، بل ظلوا غرباء
ورعايا، وكثيراً ما كانوا يبيعون أبناءهم ليوفوا ما عليهم من الأموال، وقد
كثرت المظالم والسخرات والرقيق، وبهذه الأيدي عمر الرومان ما عمروا من
المعاهد والمصانع في الشام[6]
[نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها]
بدأ
العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م فقد شهد ذلك
العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتصاعدت فيه
الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية وعودة نفوذ الإمبراطورية
الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان وسيطرت على أراضي ما
بين النهرين وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان
صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN الذي يعتبر مؤسس
الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص
يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي وقد استمر العمل
بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة
من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه
نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
[تقسيم الامبراطوريه الرومانيه]
خلال
القرون الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معا وهددت بانهيار الامبراطوريه
الرومانيه : الغزوات الخارجية، والحروب الأهلية الداخلية، وضعف الاقتصاد.
وفي غضون ذلك، أصبحت مدينة روما اقل اهمية بوصفها المركز الإداري
للامبراطوريه الرومانيه. ازمة القرن الثالث أظهرت عيوب النظام المتجانس
للحكومة الذي انشأة أوغسطس لإدارة الامبراطوريه الرومانيه. ادخل خلفاؤه بعض
التعديلات، ولكن الأحداث وضحت ان نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو
النظام المطلوب.
تقسيم الامبراطوريه بدأ في أواخر القرن الثالث من قبل
ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الامبراطوريه
الرومانيه الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى
النصف الغربي من الامبراطوريه الرومانيه، النصف الآخر من الامبراطوريه
الرومانيه أصبح يعرف باسم الامبراطوريه الرومانيه الشرقية، واليوم تعرف على
نطاق واسع باعتبارها الامبراطوريه البيزنطيه
قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق
عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى
الامبراطوريه الرومانيه الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه وهونوريوس
في الامبراطوريه الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.
[عهد قسطنطين]
الإمبراطور قسطنطين
خلال
الصراع على السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان
التنافس على زمام الإمبراطورية بين سبعة رجال وهم ماكسيميان وغاليريوس
ومكسنتيوس ومكسيمينيوس دايا وليسينيوس وقسطنطين بالإضافة إلى دوميتيوس
ألكسندر الذي أعلن انفصاله في أفريقيا، وبدأ الجميع بالإنهيار ولم يبق سوى
ليسينيوس الذي كان يسيطر على المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي
وسيطر على المناطق الغربية، وقد توصل الإثنان إلى اتفاق على التعايش
والإعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق التي يحكمها، واستمرت
هذه الهدنة حوالي عشر سنوات، وفي عام 324 م وقع صدام بين الرجلين في معركة
أدريانويل التي انتصر فيها قسطنطين وبهذا الانتصار قامت قوات قسطنطين
بمطاردة قوات ليسينيوس في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من اعتقال خصمه
وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما.لقد ساهم قسطنطين
بتوفير الحرية للمسيحيين في روما بإصداره لمرسوم ميلان الذي وفر للمسيحيين
حرية العبادة وقد اتخذ بعض الإجراءات التي تهم الدولة منها:
إعادة النظام إلى الدولة.
إدخال الإصلاحات التي رآها ضرورية.
اعتناقه الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
إنشاء
عاصمة جديدة لدولته في منطقة بيزنطيوم على ضفاف البوسفور وسماها nueva
roma أي روما الجديدة وقد عرفت فيما بعد باسم القسطنطينية.
[الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة]
هوهنشتاوفن
Hohenstaufen أو "هوهينستاوفن" Hehencsteufan أسرة من الأمراء في ألمانيا
خلال العصور الوسطى، اعتلت العرش الإمبراطوري بين عامي 1138 و1254م. وقد
استمدت الأسرة اسمها من قلعة عتيقة شُيِّدت في ستاوفن بجنوبي ألمانيا في
القرن الحادي عشر الميلادي.ففي عام 1138م اعتلى أحد أفراد أسرة هوهينستاوفن
عرش ألمانيا، وهو كونراد الثالث، كما كان من حكام آل هوهنشتاوفن أيضاً
فريدريك الأول بارباروسا، وهنري السادس، وفريديك الثاني.
الجدير بالذكر؛
أن الحقبة الهوهنشتاوفنية ارتبطت بالمرحلة الأخيرة من تفت الإقطاع في
ألمانيا، وانهيار السيادة الألمانية في إيطاليا. ولو حاولنا أن نستقرىء
تاريخ الإمبراطورية الرومانية الآتي من خلال الأحداث، لأدركنا أن الحقبة
التاريخية كانت صراعاً بين أباطرة الهوهنشتاوفن والبابوية، أما إذا تخطينا
هذه الأحداث إلى خلفياتها البعيدة لبدا لنا الواقع صراعاً بين مفهومين
للسيادة الواحدة، أحدهما سياسي والآخر روحي، وكان هذا نتيجة حتمية لمفهوم
أكثر عمقاً واتساعاً مما كان يقتتل من اجله هنري الرابع وجريجوري السابع،
ذلك أن الطرفين أضحى كل منهما يحمل الإدعاء الكامل بالعالمية.