الوندال أو الفاندال أو الفندال هم إحدى القبائل الجرمانية الشرقية،
اقتطعوا أجزاء من الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي وأسسوا
لهم دولة في شمال أفريقيا مركزها مدينة قرطاج وضموا إليها جزيرة صقلية
والعديد من جزر البحر المتوسط. يعتقد أن اسم الأندلس مشتق من اسم هذه
القبيلة (في الأصل سميت المنطقة فاندلوسيا ثم حولها العرب للأندلس) حيث
سكنوا جنوب أيبيريا لمدة من الزمن ثم انتقلوا بعدها لأفريقيا. في سنة 455
اقتحم الفاندليون مدينة روما وعاثوا فيها فسادا وخربوها تخريبا عظيما ولا
سيما في الآثار الفنية والأدبية.
تحالف القوطي ثيودوريك العظيم الذي
وحد القوط الشرقيين والغربيين تحت حكمه تحالف مع الوانداليين بعد أن تزوج
إحدى بناتهم، كما تحالف الواندليون مع الإفرنج إبان فترة حكم كلوفيس الأول.
الأصل
من
المؤكد أن الوندال شعب جرماني إسكندنافي، ولكن معرفة أصلهم تحديدا مختلف
فيه، فالبعض ينسبهم لمدينة فاندل السويدية وآخرون ينسبوهم لمدينة هالندال
النرويجية أو لمدينة فندسيسل الدنماركية. يعتقد أن الواندليون عبروا بحر
البلطيق باتجاه ما يعرف اليوم باسم بولندا في القرن قبل الميلاد حيث
استوطنوا منطقة سيليزيا سنة 120 ق.م. المؤرخ الروماني تاكيتوس سجل وجودهم
في المنطقة الواقعة بين نهر أودر ونهر فيستول في كتابه جيرمانيا (انتهى منه
سنة 98 م). وفقا للمؤرخ يوردانس فإن الفاندليين بالإضافة لحلفائهم
الروجيين أجبروا على الرحيل من قبل القوط نحو الجنوب المتاخم لحدود
الإمبراطورية الرومانية.
التاريخ
ينقسم
الوندال إلى قبيلتين أساسيتين، السلينجيون وعاشوا في ماجنا جيرمانيا وهي
المنطقة التي سميت فيما بعد بسيليزيا الهاسدنجيون وقد هاجروا جنوبا تجاه
الإمبراطورية الرومانية وقاموا بالعديد من الإغارات عليها حتى اضطر الرومان
لإقامة صلح بينهم وبين الواندليون يترك فيها الواندليون الحرب على أن
يمنحوا الحرية في المعيشة في أراضي مقاطعة داكيا الرومانية وكذلك في
هنجاريا الرومانية.
في أوائل القرن الخامس الميلادي هاجر الوندال
الهاسدنجيون برفقة حلفائهم (الألانيون السرماتيون والسوفيون الجرمانيون)
نحو غرب أوروبا هربا من هجمات الهون. كما فعل القوط من قبلهم فقد اعتنق
الوندال الأريانية، وهو مذهب مسيحي قائم على التوحيد مخالفا لما كان منتشرا
وقتها في الإمبراطورية الرومانية من عقيدة التثليث في الكنيسة
(الكاثوليكية الأرثودكسية).
رحل الوندال إلى الغرب على امتداد
الدانوب ولم يواجهوا في طريقهم صعوبة تذكر سوى عند وصولهم لنهر الراين حيث
اصطدموا بالإفرنج الذين كانوا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من بلاد الغال
والتي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية وقامت معركة بين الطرفين. قتل من
الواندليين 20 ألفا من بينهم ملكهم جوديجيزل. بعد محاولات عدة وبعد معاونة
الألانيون للوندال استطاعوا هزيمة الإفرنج في 31 ديسمبر من سنة 406 م
وعبروا الراين بقيادة جندريك ابن جوديجيزل واتجهوا جنوبا نحوا أكوتين.
في
أكتوبر 409 م عبر الوندال جبال البرانس نحو شبه الجزيرة الأيبيرية حيث
منحوا تلك الأراضي كفويديراتي (وفق معاهدة) من الإمبراطورية الرومانية في
جالاسيا (في الشمال الغربي) وهسبانيا بايتكا (الجنوب)، بينما أعطي
الألانيون لوسيتانيا (الغرب) والمنطقة الواقعة حول قرطاج الجديدة. كان
للسوفي بعض النفوذ في بعض هذه المناطق. في سنة 426 م قام القوط الغربيون
بغزو أيبيريا وطرد الألانيين منها وقتل ملكهم أتاسس ودخل من تبقى من
الألانيين تحت ملك الملك الواندلي جندريك الذي سمي فيما بعد "ملك الواندل
والألانيين".
كان أخو جندريك غير الشقيق المدعو بجايسريك أعظم ملوك
الواندل على الإطلاق. من أهم ما قام به هو بناء أسطول بحري. في سنة 429 م
عين ملكا على الوندال. قام بعبور مضيق جبل طارق واتجه شرقا نحو قرطاج. في
سنة 435 م منح الرومان جايسريك مناطق في شمال أفريقيا. في سنة 439 م سقطت
قرطاج في يد الوندال وبعدها قام جايسريك بغزو صقلية وسردينيا وكورسيكا وجزر
الباليار وأدخلهم في ملكه.
كان اختلاف عقائد الواندل مع روما
الكاثوليكية أو دوناتيي قرطاج مصدرا لتوتر وصراع دائم بينهم. أغلب ملوك
الواندل باستثناء هلدريك قاموا باضطهاد الكاثوليك إبان حكمهم في شمال
أفريقيا إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم وحتى تحريم اعتناقهم
للأريانية دين الواندل.
في سنة 455 م استولى الوندال على روما
وقاموا بنهبها وتخريبها خرابا هائلا، وكان من جملة ما نهبوه غنائم معبد
القدس التي جلبت إلى روما عن طريق الإمبراطور الروماني تيتوس.