بسم الله الرحمن الرحيم
* أيهما أحق بالغيرة؟! *
في دين الشيعة لايرون بأسا بتمتع المرأة بغير زوجها وبتمتع الرجل بغير امرأته بل منهم مَن يوصي بذلك..
وفي مناظرة بين شيعي وعالم من أهل السنة سأل العالم السني الشيعي :"هل تتمتع زوجة إمامكم؟" فهاج الشيعي وماج وكاد يفتك بالعالم السني غيرةً لزوجة إمامه الذي يزعم أنه معصوم رغم أن العالِم ما اتهمها بالزنا أو الفاحشة وإنما سأل عن تطبيق إمامهم لشيء يخبر أتباعه أنه مستحب في دينهم..
فعجبا للشيعة الذين يقبلون على رسول الله مالا يقبلونه على إمامهم، ويغارون لأعراض أئمتهم ولايغارون لعرض أمهاتهم.
لمّا عظَّم إمامه عظَّم زوجته من أن ينسب لها مايشين. ومارموا عائشة بالبهتان إلا لقلة تعظيمهم لرسول الله، ولاغرو فأقوال كثير منهم ترفع عليه عليا رضي الله عنه بل وترفع عليه أئمتهم المجرمين، وبعضهم يعتقد أنه أخطأ كثيرا ، وبعضهم يعتقد أن جبريل أخطأ فقد كان الله يقصد بالنبوة عليا.
وإن تعجب من إجرام الشيعة مرة فاعجب ألف مرة من حال المسلمين السنيين الذين لم يحرك فيهم ساكنا سب أمهم عائشة واتهامها بالزنا.فلم يكن منهم حتى قلب يحترق أو عين تفيض أو خطوة إيجابية واحدة،وكأن هذه المرأة لاتخصهم ؛لأنه لايعرفها حق المعرفة ولايدرك قدرها ومكانتها ولايعرف ماذا تعني له كمسلم؛ولأن الدين وعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس مما يشغله أو يهمه.
لو رمى أحدهم أمك من النسب بالزنا وسط الناس وظل يذيع ذلك ويشيعه؟ فبماذا ستشعر؟ وماذا ستفعل؟
أؤكد لك إن كنت لاتعرف أن ولائك لأمك عائشة ينبغي أن يكون أعظم من ولائك لأمك من النسب وغيرتك لها ينبغي أن تكون أعظم من غيرتك لأمك .. وليس هذا كلامي ، فقد أراد الله لك ذلك ووصاك به..
يقول الله:" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "
دعوني أسأل:ماذا سنقول لرسول الله حين نلقاه يوم القيامة فيسألنا ماذا فعلتم وقد رأيتم وسمعتم عرضي ينتقص وحرمتي تنتهك؟
ماذا سنقول لأمنا عائشة حين تقول انتقصوا عرضي وقذفوني وما حركتم ساكنا؟
بماذا سنجيب الله حين يقول قذفوا أوليائي وآذوا أحبابي فبماذا نصرتموني وأوليائي؟
أما تستأهل أمنا عائشة أن نغار لأجلها؟ أما يستأهل عرض نبينا محمد أن نغار لأجله وقد اتهموه صراحة وضمنا بارتضاء الخبث في أهله؟
أما يستأهل ديننا أن نغار لأجله وهم يحطمون رموزه ويقوضون أركانه؟
أما يستأهل ربنا أن نغار لأجله وقد كذبوه في تبرأته لعائشة وحرفوا كلامه؟
* وأشرقت أنوار البراءة تبدد دياجير الكذب والافتراء *
اقرأ معي بقلبك وعقلك آيات سورة النور التي أنارت ظلمات الكذب والافتراء وجاءت كفلق الصبح تبرأ الطاهرة العفيفة عائشة وتبين الحقائق الناصعة وتضع الأمور في نصابها الصحيح..
يقول الله:" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)"
فقد برأ الله عائشة من فوق سبع سماوات وسمى قذفها إفكا (أي:كذبا وافتراءً) مبينا واضحا وسماه بهتانا عظيما ونزه عائشة عنه ، وأكد أن كل من خاض في عرض الطاهرة قد تلطخ بالإثم وكل من أذاع ذلك وافتراه ينتظره فوق ذلك عذاب عظيم.
وأكد أن عائشة ماينبغي أن يشك فيها أحد ، وأن من خاض في عرضها كاذب ينتظره ما ينتظر الكاذبين المفترين من النكال..وأخبر أن هذه فعلة شنيعة عظيمة ليست عند الله بهينة فحرمة عرض عائشة عند الله كبيرة .
وينعي الله عليهم الكذب وترديد مالم يعلموه ولم يروه فإن كانوا يصدقون الله فقد رأى وعلم فبرأ العفيفة الطاهرة..فمن خاض في عرضها بعد ذلك فقد كذّب الله،وكذّب رسول الله.
ومن عرف الرسول وأهل بيته حقا وخاصة عائشة ماينبغي له أن يشك فيها فضلا عن اتهامها أو الكلام في مثل هذا الإفك بل يجزم بأنه كذب وتزوير وافتراء. فلو كان أحدنا مكان عائشة أكان يفعل الفاحشة فإن كنا نظن الخير بأنفسنا وبذوينا فعائشة أولى بالظن الحسن وبالتبرأة فهي من خير نساء العالمين وأفضل منا بلا أدنى شك.
ثم يحذر الله المسلمين وينذرهم من العودة لمثل ذلك مرة أخرى ويبين أن من يعود لمثل ذلك بعدما بينه الله فعلى أقل التقديرات في ثوب إيمانه ثلمة كبيرة..فمن عرف الله عليما حكيما ماينبغي له أن يشك في كلامه فضلا عن أن يكذبه ويقول بخلافه..واتهام عائشة كفر ؛لأنه تكذيب لله ولرسول الله وإيذاء له.
ثم يبين الله أن الخائضين في حادثة الإفك وأعراض المسلمين هم من الذين يحبون شيوع الفواحش والمنكرات في المؤمنين ويتوعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
وفي الآيات تبشير للروافض الفاجرين بالنكال والجحيم والعذاب الأليم..جزاءً وفاقا من العزيز العليم سبحانه.
وفيها حض للمؤمنين على الدفاع عن عرض أم المؤمنين عائشة إن كانوا حقا من المؤمنين بالله وبرسوله وبصدقهما وببراءة عائشة رضي الله عنها.
ليتهم يدركون شناعة فعلهم ومغبته في الدنيا والآخرة فإنهم لايطعنون في عائشة فحسب وإنما يطعنون في صفات الله ويطعنون في رسول الله ويطعنون في دين الله..
ليتهم يدركون أنهم لايستأهلون أن تكون الطاهرة عائشة أماً لهم..إنه لشرف لاتشرأب إليه أعناق أمثالهم.
* مكانتها عند الله *
* يكفي أن الله اختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم وماكان الله ليختار إلا طيبا ومناسبا للحبيب صلى الله عليه وسلم في الطهارة والتقوى والفهم والعلم والحكمة وحسن الخلق..فالطاعن فيها طاعن في اختيار الله وعلمه وحكمته.
* عند البخاري ومسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها: "أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرَقَةٍ من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشفُ عن وجهك فإذا أنتِ هي فأقول إن يكُ هذا من عند الله يُمضه"
* والوحي ينزل في بيتها وفي لحافها وكيف يأتمن الله على الدين خائنة أو غير طيبة؟وعن عروة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأم سلمة:"يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها."
* وقد رزق الله النبي حبها ، فقد كانت أحب الناس إليه ، وماكان الله ليترك نبيه يحب غير طيب ،وماكان النبي ليحب خائنة خبيثة..وسيأتي الحديث.
* ولما عرف جبريل مكانتها عند الله أرسل لها السلام:
وفي صحيح البخاري عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً "يا عائش، هذا جبريل يقرئُك السلام" فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته.
* مكانتها عند رسول الله * * ففي صحيح البخاري عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: فمن الرجال؟ قال أبوها.
* وفي صحيح مسلم لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ألست تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى ، قال : فأحبي هذه .
فمن أحب رسول الله حقا أحب عائشة..ومن أبغض عائشة فما أحب رسول الله..وماكان رسول الله ليأمرنا بحبها إلا وهو يعلم أنها تستأهل الحب والولاء.
* وفي صحيح البخاري عن أنس :"فضل عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام"
* مكانتها عند آل البيت * * شهد لها بذلك علي نفسه بعد انتهاء حرب الجمل على ما نقل الطبري أنه جاءها فأثنت عليه خيراً وأثنى عليها خيراً وكان فيما قال: (أيها الناس صدقت والله وبرّت... وإنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة.)
* وعن عاصم بن كليب , عن أبيه قال : انتهينا إلى علي ّ - رضي الله عنه - فذكر عائشة , فقال :"خليلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم"–
* وسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش عن عائشة , فقالت:"أحمي سمعي وبصري , ما علمت إلا خيرا"
* وقد سمَّى بعض الأئمة من آل البيت - ممن ينسبهم الشيعة لأنفسهم زورا وبهتانا- بناتهم بعائشة، كالكاظم، والرضا، والهادي.
* مكانتها عند الصحابة *
* قال لها أُسيد بن حضير:"جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك منه مخرجاً وجعل للمسلمين فيه بركة." رواه الشيخان.
* وروى البخاري والترمذي وصححه عن عبد الله بن زياد الأسدي قال: "سمعتُ عماراً يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة."
* قال لها ابن عباس رضي الله عنهما:"كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّ إلا طيّباً ، وهلكت قلادتُك بالأبواء ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماءً ، فأنزل الله عزّ وجل:" فتيمموا صعيداً طيباً " فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة... وأنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته ، فليس مسجد يُذكر الله فيه إلاّ وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار" فقالت ":يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً" .
* قال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه : "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً" أخرجه الترمذي وصححه الألباني
* وأثنى عليها خيرا أسامة وقال: "يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيرا"، وذلك حين سأله الرسول عنها بعد حادثة الإفك.
* ودعا رسول الله بريرة جاريتها يسألها عن عائشة ، فقالت:"والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتي الشاة فتأكله".
* مكانتها عند بقية الأمة *
* عن مسروق قال :"نحلف بالله لقد رأينا كبار الصحابة يسألون عائشة عن الفرائض."
* قال عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة. "
* وقال هشام بن عروة عن أبيه:"ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعراً."
* قال الزهري:" لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل"
* وهذا الأحنف بن قيس يقول :" سمعت خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فما سمعت الكلام من في مخلوق أحسن ولا أفخم من في عائشة رضي الله عنه."
* وعن سفيان قال :" سأل معاوية زيادا: أي الناس أبلغ؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال فإذا عزمت علي فعائشة، فقال معاوية: ما فتحت بابا قط تريد أن تغلقه إلا أغلقته ولا أغلقت بابا قط تريد أن تفتحه إلا فتحته."
* وقد نقل عنها وحدها ربع الشريعة على ما يقول الحاكم في مستدركه.
* شخصية رائعة متكاملة * حين يرد اسم أمنا عائشة،أول ما يخطر على البال عظمتها في حفظ العلم ونقله وفهمه وتعليمه،وهو أمر عظيم وفريد في عالم النساء،لكن ليست هذه فحسب جوانب عظمة هذه الشخصية الرائعة وإنما كانت أمنا عائشة رضي الله عنها شخصية متكاملة متميزة من النساء قل أن تجد لها نظير في كل شيء وذلك ما أفصح عنها من عرفها وتعامل معها..وهذا نذر يسير من جوانب عظمة شخصيتها علنا ندرك قدرها ونزداد حبا وولاءً لها:
1- عن عمارة بن عمير عمن سمع عائشة :كانت إذا قرأت:"وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا "
بكت رضي الله عنها حتى تبل ّ خمارها ندما ً على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل ..
ما أتقاك وأورعك أماه!! ليتنا مثلك..تندمين على أمر اجتهدت فيه-وأنتِ أهل للاجتهاد- فترتب عليه أمر ساء المسلمين رغم أنك ماأردت إلا خير المسلمين وماقصدت إلا مصلحة الدين..
فما ماريتِ يوما في أفضلية علي على من بقي من الصحابة حينها ، وما نازعته يوما في الخلافة ، ولارأيت أحدا حينها أحق بها منه..
وما أردت شيئا لنفسك أو مصلحة لذاتك وإنما رأيت أن المناسب والأفضل للإسلام والمسلمين أن يُعَاقَب قتلة عثمان أولا على فعلتهم حتى لاتقوى شوكتهم ويستفحل أمرهم فيهلكون الحرث والنسل ويعيثون في الأرض فسادا ولم تكوني وحدك من رأيتِ ذلك الرأي بل رآه الكثير من الصحابة وأمهات المؤمنين بل وبعض آل البيت كالزبير بن العوام.. لكن عليا كان يرى أن يؤخر معاقبة قتلة عثمان حتى تستقر الأمور وتستتب في البلاد لكيلا تكون نهبة للأعداء..
والتقت عائشة رضي الله عنها هي ومن كان على رأيها من الصحابة عند معاوية قريب عثمان ووليه واتفقوا على الذهاب لعلي للتحدث معه في الأمر..
وأشعل المنافقون نار الفتنة ، فأخبروا عليا أن معاوية وعائشة ومن معهما قد خرجا لقتاله ، فخرج إليهم يستكشف الأمر ، والتقا الجمعان وتحادثا في البداية واتفقا ، لكن ذلك لم يكن ليرضي المنافقين ، فأطلق بعضهم السهام فنشب القتال وحدثت فتنة..
وبعد توقف القتال ندم الفريقان وفُتِح باب خلاف في وجهات النظر بين علي ومعاوية واعتزلت عائشة الأمر وكانت تتذكره وتبكي.. فما أروع تجردها وغيرتها لأجل الإسلام والمسلمين!!
ألا لعنة الله على من يزورون التاريخ ويطمسون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل ويتهمون الصالحين المصلحين!
2- روى البخاري في صحيحه بسنده أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :" لمّا أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : إني ذاكر لكِ أمراً ، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك .. ثم تلى عليها آية التخيير .. قالت : فقلتُ : ففي أيِّ هذا استأمر أبويَّ ، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة."
صدقتِ أمنا فما حييت يوما حياة من أراد الدنيا ، وما فعلت يوما شيئا لشهوة أو لمتاع أو لحظٍ فانٍ،وحياتُك خير شاهد على ذلك ، فقد تحملت مع رسول الله الفقر والجوع وشظف العيش ؛ لأنك ما أردت إلا الله ورسوله والدار الآخرة ، في الوقت الذي كانت فيه مَن لايساوين قلامة ظفرك من النساء يتقلبن في ألوان الملذات ويرفلن في النعيم..
عشتِ في حجرةٍ واحدةٍ ضيقة بسيطة البنيان،وسادتك من الليف ،ومهادك من الحصير، لاتجدين من الثياب إلا الكفاف ،تقترضين الحلي والزينة،تمكثين ثلاثة أشهر ما يوقد في بيتك نار ويكون طعامك التمر والماء،تبيتين الليالي الطوال طاوية من الجوع،فما تبرمتِ يوما وماضقتِ بعيشك قط..فمن تطيق ذلك إلا مثيلاتك ممن أردن الله ورسوله والدار الآخرة –رضوان الله عليكن جميعا- وكان كل متاع الدنيا بين يديكِ فلفظته..تأتيك الأموال فتنفقيها في سبيل الله جزلة مسرورة وتنسين نفسكِغير مبالية بجوعك..فلله دَرُكِ ماأروعك.
وبعد كل ذلك يتهمكِ أناس يعبون من الشهوات عبا ، ويتلطخون بالمحرمات من متعة وغيرها، ويبتزون الناس، ويأكلون أموالهم بالباطل، ويستبيحون أعراضهم..ألا لعنة الله عليهم..اللهم إني بريء منهم..وأتقرب إليك ببغضهم والبراءة منهم.
3- وكانت تقول بعد نزول براءتها من السماء في حادثة الإفك:"ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يتلى" ما أجل تواضعك أيتها العظيمة الجليلة!..إنه لفضل وشرف تشرأب له الأعناق وتهفو إليه النفوس ولايحمل إلا معنى واحدا : "أنك كريمة على الله وحرمتك عظيمة لديه"..ولو كانت ذرة من هذا الشرف لشانئيك لتاهوا به فخرا واستعلاء أما أمنا المؤمنة التقية النقية المتجردة فما يزيدها ذلك إلا تواضعا وإخباتا.
4- وعن عروة قال: " مارأيت أعلم بالشعر منها _يعني عائشة_" رواه البخاري.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: "ربما روت عائشة القصيدة ستياً والمائة بيت"
شخصية علمية فريدة من نوعها يقف المتعلم بل العالم أمام علمها وسعة اطلاعها مشدوها .. شخصية موسوعية تسبر أغوار العلم النافع أجمع ولاتحصر علومها في علم واحد .. من أعلم الناس بالحلال والحرام والفرائض والسنة والقرآن..ولاتكتفي بذلك بل تتجول في جميع بساتين العلم النافع تقطف منها أجمل أزهارها،وتلتقط أفضل ثمارها..إنها شخصية ذهبية تستحق كل الإجلال والتقدير .. فلإن أجَلَّ الناس الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء لعلمهم فهي أولى بالإجلال والتقدير منهم فهي في مقدمتهم وأفضل منهم بلاشك..بل هي معلمتهم جميعا فما كانوا ليعرفوا قرابة ربع الدين لولاها.
5- عن شريح بن هانىء قال سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت: "ائت علياً فإنه أعلم بذلك مني"وفي رواية: "فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم" فأتيت علياً ..رواه مسلم.
الله أكبر، هذه والله أخلاق العلماء، أخلاق من تعرف حرمة الدين وتقديم مصلحة الإسلام والمسلمين..وكلامها دليل على أنها ماتكلمت بكلمة في الدين إلا وهي عالمة بها بل وربما كانت أعلم الناس بها..أي أمانة أعظم من هذه؟!
وتأمل كيف عرفت لعلي قدره وأثنت علي بما هو أهله..كانت تعلم ولم تجد غضاضة في أن تحيل السائل على الأعلم..أمثل هذه تكذب أو تدلس أو تخون أو تزور؟! لاعجب إذن أن يناصبها الكذبة والخونة والمزورون من الرافضة العداء..فمتى اجتمع الضدان ؟ وكيف يتلاقى النقيضان؟..صورة ناصعة باهرة من الإخلاص والتجرد والأمانة والورع تسطرها أمنا بمداد من نور على صحائف من ذهب في ذاكرة التاريخ الذي بقيت سيرتها محفورة في ذاكرته في مصاف عظمائه وأفصح عن فساد وضلال مبغضيها فأهوى بهم إلى مزبلته.
6- قالت عن ضرتها:"ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ..." رواه مسلم
أنا لاأدري ماذا أقول؟ بماذا أعلق؟ حسبنا الله ونعم الوكيل..اللهم انتقم لعرض أمنا من كل من سبها وظلمها وآذانا فيها حتى ترضى..
إنها تتحدث عن زينب رضي الله عنها وتمتدحها كما لوكانت تمتدح نفسها بل والله لو امتدحت نفسها لما قالت مثل هذا الكلام..فلم يمنعها أبدا مايكون بين الضرائر مما لاتحكم للمرأة فيه من أن تعطي أمنا زينب حقها وتثني عليها بماهي أهله..وكذلك فعلت مع عامة أمهات المؤمنين بل مع عامة المسلمين..ماظلمتْ أحدا أبدا وماغمطته حقه ولو ممن يناصبونها العداء..والله لاتظلم ولاتكذب من هذا شأنها أبدا،وماتستأهل أن تظلم أو يساء إليها أبدا..عرف الجميع مكانتها إلا عمي الأبصار والقلوب من الروافض.
7- قالت لعبد الله بن الزبير:"ادفعني مع صواحبي تقصد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تدفعني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت فإني أكره أن أزكي أي أن يثني على أحد بما ليس في". رواه البخاري
وعن ابن أبي مليكة قال:"استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة من شدة كرب الموت قالت أخشى أن يثنى علي، ودخل ابن الزبير خلفه فقالت دخل ابن عباس فأثنى علي ووددت أن أكون نسياً منسياً". رواه البخاري.
أماه غيرك يتطلع إلى المدح والثناء وليس له أهل،وأنت تهربين من المدح والثناء عليك بما فيك وتضيقين زرعا به..أي طراز من البشر أنت؟! مثلك حقا تستأهل ماحظيت به من مكانة سامية مرموقة..
امرأة يكون بيدها الشرف والتبجيل والفخار أبدا وترفض شرف الدنيا رغبة في شرف الآخرة تترك ماعند الناس تطلعا إلى ماعند الناس؛فلم تبالِ يوما بالناس وإنما برب الناس.
8- عن أنس رضي الله عنه قال:" لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم.. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وأنهما المشمرتان أرى خدم سوقهما تنقران القرب تنقلان القرب مع إسراع الخطى وكأنهما تثبان على متونهما على ظهورها تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم." رواه البخاري ومسلم.
مَن هم في مثل سنها ومكانتها يخشين على أنفسهن الغبار وهي لاتبالي بروحها طالما كان ذلك في سبيل الله وتقف موقفا قصرت عنه شجاعة وهمة أفذاذ الرجال..
فإن كان النساء كمن ذكـــــرن لفضلت النساء على الرجال
وماالتأنيث لاسم الشمس عيب وماالتذكير فخر للهــلال
9- أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت:" أُتيَتْ عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت"
وعن هشام بن عروة : سمعت ابن الزبير يقول: " ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه"
جودك يتواضع له الجود ياأماه .. يأتينا المال فأول مانفكر فيه مايكون لأنفسنا وآخر مانفكر في ما يكون لله..وأنت ماتفكرين في نفسك أصلا..أي كرم هذا الذي ملأ عليك فكرك فأنساك نفسك.
نحن نجمع وندخر لنكنز وأنت تجمعين وتدخرين لتنفقين..لقد أبرزت لنا هدفا من أهداف الادخار مارأيناه بل ولاسمعنا عنه قبل ذلك..نفس تطيب بذلك وتجود به أليست نفسا عظيمة؟!
لهي من أحق الناس بقول الشاعر عن الجواد:
تعود الكف حتى لو أنـــه --- ثناها لقبض لم تجبه أنامله
هو البحر من أي النواحي أتيته --- فشاطئه الإحسان والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه --- لجاد بها فليتق الله سائلـه
ولم يكن ذلك فحسب بل كانت فرحتها بالمال في يد غيرها أعظم من فرحتها به في يدها،فماضاقت ذرعا يوما بسائل ن بل كانت تتهلل لرؤياه وتطيب الصدقة وتقول "إنها تقع في يد الله"
تعطي السائل ولربما كانت أحوج منه لما أعطته إياه ، هنيئا لكِ أماه ثناء الله وبشارته:"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
وليس هذا في المال فحسب بل بذلت من مالها ووقتها وجهدها وجاهها وكل ماتملك في سبيل الله..ولم تبخل منه بشيء.
10- وعند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي موسى قال:"أرسلني مدرك لعائشة رضي الله عنها لأسألها، فجئت وهي تصلي فقلت أقعد حتى تفرغ، ثم قلت: هيهات أي متى ستفرغ من صلاتها! أي من شدة طولها.
وكانت رضي الله عنها ربما تقرأ الآية فتكررها، كما أثر عنها أنها كانت تقرأ قول الله عز وجل في صلاتها:
{فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} ، فتكررها وتبكي وتقول : "اللهم منّ عليّ وقني عذاب السموم" .
لم تكن فقط عالمة زاهدة بل كانت أيضا قانتة عابدة لم تكن يوما كأولئك المعممين كمثل اللو سمحت الكلمة ممنوعه يحمل أسفارا بل كانت عاملة بعلمها خاشعة لربها أسرع الناس إلى امتثال ما دعت إليه من أمور دينها..
مابالك أماه تبكين؟ أمثلك تبكي وتخشى السموم؟ فماذا يفعل المقصرين أممثالنا إذن؟! رحماك ربنا بنا..ما أخشاك لله أماه؟ أكرم بك من قانتة مخبتة خاشعة!!
امرأة اجتمعت فيها المكرمات والفضائل ففضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام حقا..أيها الناس هذه أمي فليرني امرؤ أمه.
11- كانت في قمة الطهر والحياء والعفاف رحمها الله رغم أنوف الرافضة المفترين..كانت تدخل حجرتها بعد دفن النبي وأبي بكر فربما تخففت من ثيابها فلما دفن معهما عمر رضي الله عنه ما كانت تمكث في حجرتها إلا وهي تشد عليها ثيابها كاملة كما لو كان عمر حيا..وكانت ترفع النقاب في الحج فكلما قاربت الرجال أنزلته على وجهها..ودخلت عليها بنت أخ لها في ثياب رقاق فأنكرت عليها وأبدلتها غيرها..
امرأة تستحيي من رجل ميت..امرأة هذا طهرها وحياؤها وذاك نقاؤها وعفافها تُتَهَم في عرضها ومن من ممن يستبيحون الأعراض باسم الدين،ويدنسون الطهر بما هم عليه من التزوير والفجر..نشكو إلى الله بثنا وحزننا.
* مفتريات وردود سريعة *
1- صغر السن:
وقد أجمع عامة من عرفوها أنها كانت من أفضل وأعلم وأحكم وأعقل النساء إن لم تكن الأفضل والأعلم والأحكم والأعقل.
ولقد أدرك ذلك المستشرق بودلي بعدما زار الجزيرة العربية فعاد من زيارته يقول: "كانت عائشة على صغر سنها نامية ذلك النمو السريع الذي تنموه نساء العرب. ومثل هذا الزواج مازال عادة آسيوية، وشرق أوروبية وكذلك كان طبيعيا في إسبانيا والبرتغال حتى سنين قليلة" [الرسول ص129].
ثم يقول المؤرخ المنصف بودلي: "منذ وطئت قدمها بيت محمد، كان الجميع يحسون وجودها. ولو أن هناك شابة عرفت ماهي مقبلة عليه، لكانت عائشة بنت أبي بكر.. " [الرسول ص130]
الله قد أعد عائشة لمهمة معينة ،كما كان لكل زوجه من زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم- دور في حياة النبي وتاريخ هذه الأمة..فعائشة منذ ميلادها والله يخبر الرسول أنها ستكون زوجته،ويأمره بزواجها في هذا السن الذي يكون الذهن فيه متفتحا وحاضرا والحافظة قوية والفكر متقدا،لأنها ستكون وعائا يحفظ الدين وقلما يسجل حياة النبي وجوانب مهمة وخاصة من حياته – صلى الله عليه وسلم- ويتعلق قلب النبي بها أكثر فيلازمها أكثر فتتعلم أكثر ،ويحجب الله عنها الإنجاب لتتفرغ لمهمتها أكثر وأكثر.
تخيلوا معي الدين وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- في غياب عائشة رضي الله عنها..إننا والله لمدينين لها بالكثير.
2- قول عمار " والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها "
"- ليس في قول عمار هذا ما يطعن به على عائشة - رضي الله عنها- بل فيه أعظم فضيلة لها، وهي أنها زوجة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة، فأي فضل أعظم من هذا، وأي شرف أسمى من هذا، فإن غاية كل مؤمن رضا الله والجنة.
- وقول عمار هذا يمثل رأيه..وعائشة -رضي الله عنها- ترى خلاف ذلك، وأن ما هي عليه هو الحق، وكل منهما صحابي جليل، عظيم القدر في الدين والعلم، فليس قول أحدهما حجة على الآخر.
- وغاية ما في قول عمار هو مخالفتها أمر الله في تلك الحالة الخاصة، وليس كل مخالف مذموماً حتى تقوم عليه الحجة بالمخالفة، ويعلم أنه مخالف، وإلا فهو معذور إن لم يتعمد المخالفة، فقد يكون ناسياً أو متأولاً فلا يؤاخذ بذاك.
- وعمار رضي الله عنه ما قصد بذلك ذم عائشة ولا انتقاصها، وإنما أراد أن يبين خطأها في الاجتهاد نصحاً للأمة، وهو مع هذا يعرف لأم المؤمنين قدرها وفضلها وقد جاء في بعض روايات هذا الأثر عن عمار أنه سمع رجلاً يسب عائشة، فقال: اسكت مقبوحاً منبوحاً،وقال هذا النص." من مقالة للشيخ عثمان الخميس بتصرف
3- موقف عائشة من مقتل عثمان.. وأنها تقول :"اقتلوا نعثلا فقد كفر":
"- أولا : الحق أن عائشة أم المؤمنين كانت تكنّ للخليفة عثمان كل احترام وتقدير ، وهي تدرك عظيم منزلته في قلب رسول الله .
-وقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضائل ثابتة عن عثمان – رضي الله عنه – ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " مسلم 2401.
-أما ما رواه ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، من أنها كانت تنادي بقتله وتسميه نعثلا ، فهذا لا أساس له من الصحة ، وهو من فريات السبئية لعنهم الله ، ليوغروا عليه صدور المسلمين ، وليظفروا بمبتغاهم في الطعن على الصحابة ، رضوان الله عليهم " من مقالة للشيخ عثمان الخميس بتصرف
4- قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة :
" قام النبي خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال :" ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان " .
- أولاً :وهذا الحديث لا غبار عليه ، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري ، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها .
- ثانياً :مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير ).
والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها ، حيث دفن النبي تقع شرقي المنبر ، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة .
- ثالثاً : ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث ، أن النبي إنما أراد أهل المشرق ، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا. والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) .
- رابعاً : أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان ، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة ، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" رأيت رسول الله يشـير إلى المشرق فقال : " إن الفتنـة هاهنـا ، إن الفتنـة هاهنـا ، من حيث يطلع قرن الشيطان " أو قال " قرن الشمس ".
وفي رواية أخرى قال : ذكر النبي( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا ، قال : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : (( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )) .
قال الخطابي:"نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة،وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها ، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة " .
وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال :" يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول :" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094.
- خامساً : هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - واختار أن يمرض فيه ، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها ، وفي يومها وفي بيتها ،وبه دفن" من مقالة للشيخ عثمان الخميس بتصرف
5- شبهة : قالوا بأن عائشة تبغض عليا :
- إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من صهرها عليّ ، رضي الله عنهما ، لا يصح منه شيء ، ولا يقره عاقل ، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين .
- كما أخرج ابن أبي شيبة ، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، :" سأل عائشة من يبايع ؟ فقالت له : إلزم عليّاً" .
فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه ؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون ؟!
فما خرجت لقتال علي وما أراد علي قتالها وإنما وقعت فتنة وإنما كان خروجها مطالبة بدم عثمان ولم تكن وحدها وإنما كان معها غيرها من الصحابة الأبرار وكانت هذه وجهة نظرهم وما أدى إليه اجتهادهم.
- علاقتها بعلي بن أبي طالب مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل ، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة ، ومنزلتها في قلب رسول الله ، وقلوب المسلمين ، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام ، وفضله وجهاده ، وتضحياته ، ومصاهرته للنبي .
- وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم ، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها ، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين .
- وقد روت السيدة عائشة مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام عليّ ، رضي الله عنه .
- من ذلك ما أخرجه مسلم ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : "خرج النبي غداة وعليه مرطٌ مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [.
- قلت : والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة – رضي الله عنها – فقط ، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه." من مقالة للشيخ عثمان الخميس بتصرف.
* البرهان:الواجبات العملية *
ودعونا من مصمصة الشفاه وتقليب الأكف وصب جام غضبنا على أولياء الأمر الذين لاننفي مسؤوليتهم عما يحدث،فإن باعوا هم القضية أنبيعها نحن؟..دعونا من إلقاء اللوم على غيرنا وتعليق أخطائنا وتقصيرنا على شماعة عجزنا وقلة حيلتنا.
ودعونا أيضا من التصرفات غير المسؤولة والتفاعلات غير المنضبطة ، فلا نريد تفاعلا أهوجا مع همومنا وآلامنا..لانريد تقتيلا ولا إيذاءً ولاتدميراً ولا إفساداً ، ولاتفرغوا طاقاتكم وتهدروها فيما يضر ولايفيد ولايعود على القضية بطائل..وأفسحوا لي المجال لأخبركم ببعض الواجبات العملية:
1- أول وأهم الواجبات العملية على الإطلاق: إصلاح أنفسنا، وإصلاح مابيننا وبين الله ، وتغيير أنفسنا نحو الأحسن على كل الأصعدة لنكون نماذج متميزة تمثل الإسلام خير تمثيل في كل الميادين ، ونجبر العالم على احترامنا وتقديرنا حق قدرنا..قال الله:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"..
كما إننا ما وصلنا إلى ماوصلنا إليه من الذل والهوان إلا حين فرطنا في حق الله وغيَّرنا ماكنا عليه وما ورثناه من الهدى والخير..يقول الله:" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
ولا أدري لماذا يستبعد كل واحد منا أن ما يحدث للدين وللنبي وللقرآن ولأمهات المؤمنين وللمسلمين ربما كان بسبب ذنوبه وتفريطه في حق الله؟ لماذا ننسى المسؤولية الفردية؟ فكل واحد منا لبنة في صرح الأمة المسلمة.
كان عطاء حينما يتحدثون أمامه عن الأزمات وارتفاع الأسعار يعتقد أنه السبب في كل ذلك فيقول :"كل ذلك بسبب عطاء لو مات عطاء لاستراح الناس" ولربما كان الناس يحيون في خيرات بسبب عطاء.
ولو قام كل واحد منا بحقوق ربه ودينه ورسوله وكتابه وإخوانه على الوجه اللائق ،وعظَّم الدين وقدره حق قدره لما تجرأ مجرم على التعرض للدين ولا لأي شيء يخصه..لكن لما رأوا الدين وكل مايخصه قد هان علينا،هان عليهم، فآذونا في ربنا وفي نبيينا وفي قرآننا وفي أمهاتنا..فقد أيقنوا أن المسلمين يغطون في سبات عميق ويحيون أسرى الشهوات والملذات وليس الدين منهم على بال.
ترجم: قف مع نفسك وقفة تأمل ومحاسبة،وابحث عن الجوانب والأمور التي تحتاج لإصلاح في حياتك وخطط جيدا لإصلاحها واستعن بالله واجعل هذه المآسي والآلام دافعا وحافزا لك لتتغير نحو الأفضل.
2- إصلاح بيوتنا..فلو أقمنا دولة الإسلام وحكمناه والتزمناه في قلوبنا وبيوتنا قامت لنا دولة الإسلام في أرضنا.
ترجم: فتش في بيتك عن أشياء لاترضي الله واجتهد في تغييرها،وابحث عن أمور من الإسلام أنت مفرط فيها فضع خطة للمواظبة عليها.
3- إصلاح مجتمعاتنا .. فما وصلنا إلى ماوصلنا إليه من الخزي والمهانة إلا حينما تركنا الذين أرادوا أن يخرقوا سفينتنا فلم نأخذ على أيديهم فهلكوا وكدنا نهلك جميعا.
ترجم : لابد أن يكون لك دور في نصرة الدين ورد الشاردين وإيقاظ الغافلين..هيا انهض وقم بدورك.
4- دراسة سيرة أمنا عائشة وحفظها عن ظهر قلب لكي نتمكن من تعريف الناس بجليل قدرها ولكي نتمكن من الدفاع عنها ولكي تمتلىء قلوبنا بتعظيمها وتقديرها..فوالله لو عرفناها لبررناها وقمنا بحقها وغرنا لأجلها،وما أتينا إلا من قبيل جهلنا بجليل قدرها وعظيم خصالها.
ترجم : أعد قراءة ماورد في هذه الورقات عن فضائلها ورتبه في ذهنك..ثم ابحث عن مصدر يتناول سيرتها باستفاضة وتفصيل أكبر.
5- تعريف الناس أجمعين بمكانة أم المؤمنين عائشة بكل الوسائل المتاحة من خطابة وحديث في المجالس وتوزيع كتيبات أو مطويات ومراسلة بالإنترنت أو البريد أو الهواتف أو غيرها.
ترجم : قم الآن وخذ خطوة وعرف أحدا شيئا عن أمنا عائشة وحدثه عنها.
6- عقد حلقة بالمنزل وبالمسجد للتعرف على عائشة ودراسة مناقبها.
ترجم : أخبر أهلك الآن ولو بالهاتف أنكم ستعدون جلسة للسيدة عائشة وحدد معهم الموعد.
7- التأسي بأمنا عائشة فوالله إنه لفخر لنا أن تكون أمنا وإنها لَحَريَّة بذلك فما أعظمها من امرأة..وقد مر بنا بعض مناقبها..فكونوا يأبناء عائشة مثل أمكم علما وورعا وطهارة وعفافا وعبادة وزهداوتواضعا.
ترجم: في ضوء ما عرفت اعرض صفاتك وحياتك على صفات وحياة أمنا عائشة وحدد مواطن القصور لديك وما ينبغي أن تكون عليه فمثلها - وإن لم تكن معصومة كغيرها من غير الأنبياء - تصلح ميزانا تزن به حياتك وصفاتك.. وابدأ حالا ولو خطوة عملية إيجابية واحدة وتأس بها رضوان الله عليها..
فأُمُنَا لم تقبل على نفسها أن تعبد الله على جهل فتعلمت بل وصارت عالمة فما بالك لاتبالي بجهلك بدينك؟!
فأُمُنَا تعلمت لتحفظ لنا الدين وتصونه من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وأنت ماتبالي بصيانة الدين ولاتعبأ برد ضلالات المفسدين..
فأُمُنَا عملت بعلمها وامتثلت ما دعت إليه فكان أنموذجا عمليا رائعا..وأنت لازلت مصرا على الانفصام الشديد بين ماتعلم وماتطبق.
فأُمُنَا تعلمت العلم ولم تقف مكتوفة الأيدي تخزنه بل نشرته للناس وأوصلته للجميع وأعطت المجهود من نفسها في ذلك مع أنها امرأة فنفع الله بعلمها العباد والبلاد..وأنت تأبى إلا أن تكتم ما تعلم وتنتظر من يأتي يستخرجه منك وكأن كل كلمة تخرجها قطعة من جسدك تقطعها.
فأُمُنَا كانت آية في الزهد في الدنيا وقطع الطمع إلا فيما عند الله وأنت لازلت تلهث وراء الدنيا ومتاعها وتهلك في أوديتها.
فأُمُنَا تتألم لآلام المسلمين وتشعر بجراحهم وتشاركهم أحزانهم وكأن الألم والجرح والحزن يخصها وحدها،فلم تدخر وسعا في المشاركة الإيجابية في حل أزمات الأمة الضخام..وأنت تحيى لنفسك فقط ولاتبالي إلا بشهواتك ورغباتك فلاتتألم إلا لألمك فقط ولاتشعر إلا بجرحك فقط ولاتحزن إلا لحزنك فقط وكأنك عضو مبتور من جسد مكلوم..اعلم أنه لاقيمة للعضو مهما بلغ إلا باتصاله بالجسد وارتباطه به.
فأُمُنَا تتواضع وتخبت لله ولديها كل أسباب العجب والكبر والتيه والزهو..فمابالك تشمخ بأنفك وتستعلي وتعجب بنفسك وحالك أدعى للتواضع والانكسار ؟! صفر اليدين أنت من دواعي العجب والافتخار فمابالك تزهو بنفسك وتتيه فخرا بعملك؟
فأُمُنَا تبذل الغالي والنفيس في سبيل الله وتنسى نفسها لأنها كانت طوال حياتها ترى أن مرضاة الله ومرادته مقدمة على مرضاة نفسها ومراداتها حتى أضحت مرضاتها ومرادتها وفق مرضاة الله ومراداته منها..وأنت يستقرضك الله والنعمة نعمته والفضل فضله فتبخل بالمال وبالجهد وبالوقت على الله فتخسر الجميع..تتصرف كما لوكانت هذه الأشياء أنت من خلقها ووهبها.
8- دعوة بناتنا ونسائنا وأمهاتنا وأخواتنا وجميع نساء المؤمنين إلى التأسي بعائشة واتخاذها قدوة.
ترجم: اعرض صفات بناتك وأخواتك وأمك علىصفات أمنا عائشة وحدد الصفات والتصرفات التي يخالفون فيها عائشة وأخبرهم بها وانصحهم بصددها كل بما يناسبه.. ووجهم لأن يعرضوا أنفسهم على صفات أمهم عائشة.
9- بغض الشيعة في الله والبراءة منهم واعتقاد أنهم ضُلَّال.
ترجم:اقرأ عن الشيعة وأفكارهم ونظرتهم للسنة وتاريخهم الأسود مع السنة لتكون على بصيرة من أمرك ويكتمل لديك نصاب البراءة منهم.
10- تبصير المسلمين بحقيقة دين الشيعة وعداوتهم لأهل السنة لكيلا ينخدع أحد من المسلمين بتقيتهم أو بدعوات المستغفلين من أهل السنة للتقريب بيننا وبين الشيعة حتى وصل الأمر ببعضهم إلى اعتبار المذهب الجعفري مذهبا يجوز للسني أن يتعبد لله من خلاله.
ترجم: أخبر الآن أحد المسلمين بما ينبغي معرفته عن الشيعة،ولو من خلال الهاتف ولو بالمراسلة.
11- مقاطعة الشيعة فكريا واقتصاديا وعلميا وإنهم والله أولى بالمقاطعة من بعض الكافرين.
الخلاصة : أنه ينبغي ألا تدخر وسعا في نصرة أمك والدفاع عن عرض نبيك حتى إذا لقيتَ الله تقول يارب قد بذلتُ كل ما يمكن من الجهد ولم أترك شيئا إلا فعلته ؛ لأن الله سائلك لا محالة عن هذا الأمر فأعد الجواب من الآن..
ولو جلست مع نفسك قليلا وفكرت في الأمر لتفتق ذهنك عن وسائل أخرى كثيرة غير ماذكرنا..
قد بدأ السباق لنصرة ربنا وديننا ونبينا وأمهاتنا فلا ترض بغير المقدمة وأرِ الله من نفسك خيرا..يالخسارتك إن لم تكن في حلبة السباق أو كنت آخر المتسابقين.
ويشهد الله أنني ما سطرت هذه الكلمات:إلا غيرة لله أن يُكَّذَّب ، وغيرة لدينه أن تُنْقَض عُرَاه وتُنْتَقَص رموزه ، وغيرة لرسول الله أن يُكَّذَّب ويُنْتَقَص عِرضُه ويُطْعَن في شرفه ، وغيرة لأمي عائشة أن تُتَهَم في شرفها وتُنْتَقَص في عرضها وهي أطهر نساء العالمين،
وأداءً لبعض الواجب عليّ لعلي أكون قد أعذرت إلى الله، فولائي لله ولدينه ولرسوله ولأمهات المؤمنين جميعا أعظم من ولائي لأي أحد..
وهذه نوايا ودوافع لاتخصني وحدي ولكن تخص كل مسلم ومسلمة ، ولستم بأقل مني حبا وولاء لله ولرسوله ولدينه ولأمهات المؤمنين..فماذا أنتم فاعلون؟ وماذا تنتظرون؟ ليس أقل من أن تنشروا هذه الورقات.
اللهم إني أتوسل إليك بحب عائشة وموالاتها وتعظيمها كأم لي وللمؤمنين، وتبرأتها من إفك المجرمين.
كما أتوسل إليك بالبراءة من الروافض الفاجرين وببغضهم وبغض دينهم المشين وإفكهم المبين.
فاحشرني اللهم والقارئين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد استفرغت وسعي في تجلية الحقائق وعرض النصوص إلا أنني لم أستوعب كل شيء فالأمر لاتتسع له المجلدات ولاتوفيه حقه أمثال هذه الصفحات..
لكن هذا جهد المقل وإسهام على عجالة أعذر به إلا الله فلعل المنية تعاجل الأمنية فلاتدع لي الفرصة لأعرف الناس بأمي تعريفا كافيا شافيا لائقا بمكانتها وقدرها..فهذه والله ليست فحسب عباراتي وكلماتي إنما هي بعض مشاعري وخلجاتي آثرت أن أنقلها لإخواني وأخواتي علها تنبههم وترشدهم في دياجير هذه الفتن والظلماتِ.
ودعني أسألك سؤالا قبل الرحيل: لو أن كل المسلمين على وجه الأرض ماتوا فلم يبق إلا أنت،
هل لديك القدرة على الحفاظ على الإسلام وصيانته من الضياع في مواجهة كل من يتربصون بالدين الدوائر؟ هل ستستطيع الدفاع عن الإسلام وعن القرآن وعن النبي وزوجاته وصحابته؟ هل ستكون نموذجا عمليا رائعا يمثل الإسلام ويحبب الناس فيه أم ستصدهم عنه؟
مَن أنت الآن؟ وأين أنت من كل ذلك الآن؟
الدين ليس قضيتي وحدي إنما هو قضيتك أنت أيضا .. فكل مسلم مسؤول عن الدين وسيحاسب على نصرته.. كل مسلمة مسؤؤلة عن الدين وستحاسب على نصرته..فلا تلق بالتبعة على أحد وتحمله المسؤولية فلن يحمل عنك أحد العذاب يوم القيامة.
أفيقوا من سباتكم ، استيقظوا من غفلتكم ، اعلموا ماذا يراد بكم؟ ، تذكروا لماذا خلقكم الله؟ ارتفعوا فوق همومكم السفلية،اسموا فوق شهواتكم ونزواتكم ، وانشغلوا بما خلقتم لأجله من المقاصد العلية.
وختاما : فأمنا عائشة منصورة ومبرأة بنا أو بغيرنا ونحن إن لم ننصرها ونبرأها فنحن الخاسرون لاهي .. والله يُقَدِّر أمثال هذه الأمور لتكون فرصة لمن أراد أن يُثبِت لله معدنه النفيسة وحبه له وحرصه على مرضاته..فمن تعامل معها وفق مراد ربه الحكيم العليم ، كان ما فعله معراجا للقرب وجنات النعيم..ومن لم يعبأ بها ولم تحرك فيه ساكنا ربما كان تفاعله العقيم سببا في أن يصلى نار الإبعاد وعذاب الجحيم..والمحن والأزمات تُمَحِّص الناس وتُظهِر الملكات والعورات.. فمَن ستكون؟ وماذا ستُظهِر منك هذه الأزمة؟
* اعتذار *
عذرا رباه .. غفرانك .. فما بذلتُه لنصرة دينك ونبيك وأمهات المؤمنين أدنى بلا شك مما ينبغي أن يكون..
عذرا رسول الله .. فلكم تمنيتُ أن أقدم أكثر من ذلك لكن هذا ماوسعني فعله ، سامحني.
عذرا أماه .. سامحيني .. فلكم قصرتُ .. ما وفيتك حقك .. ولايليق عملي بعظمتكِ وقدركِ .. لوكان الأمر بيدي لفعلتُ أكثر من ذلك..لاتحزني لوعرفوكِ لعظموك وما انتقصوك..لاتحزني فأمثالهم لايستأهلون دمعاتك الطاهرة .. لاتحزني فليسوا بأبنائك .. لايستأهلون شرف الانتساب إليكِ .. لاتحزني عرضك مصان وشرفك محفوظ ولازال أبناؤك من أهل السنة يحبونك ويعظمونك ويغارون لأجلك وإن فرطوا في حقك أو قصروا في برك .. لكن لعل ماحدث يكون دافعا لهم للقيام بواجبهم نحوك وللإفاقة من غفلتهم عن دينهم ..
لكنني أعاهدكم جميعا