السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





هذه قصه عجيبه لها قرابة الألف عام , محزنه ولكن تدل على تأصل الشجاعة والأمانه في أسلافنا .



يقول المؤلف الشريف عماد الدين ادريس المتوفى سنة 714 هـ :





أما صنعاء فملكها السلطان ( حاتم بن الغشم المغلسي بن هبره بن مذكر اليامي)
, وكان ناهضاً كافياً شجاعاَ , وكان له ولد اسمه محمد لم يشاركه أحدٌ في
شجاعته ..إلا أنه كان فيه لوثة واختلاط .. كان اذا تزوج إمرأةٍ وأحبها
قتلها !



فتحاماه الناس .. ثم انه خطب الى بني الصليحي أهل قيظان , فأبوا زواجه حتى
يضمن أبوه , فلم يزل بأبيه حتى ضمن .. وقال له : إن قتلتها قتلتك!



فأقامت معه مدة ثم قتلها ببراش صنعاء! ( حصن جبل براش الواقع بالشرق من صنعاء)



ثم هرب من أبيه فترة من الزمن ..



فلم يزل أبوه يخادعه ويلاطفه .. حتى تواعدا والتقيا تحت المدرج .. فوثب عليه أبوه فقتله وقطع رأسه ودخل به صنعاء على رمح !



وكانت لمحمد هذا بنية صغيرة في بيت جدها وقد سمعت أن جدها خرج ليأتي بأبيها فلم تر إلا ورأسه على الرمح فماتت فجأه!



وقال السلطان حاتم بن هبره في قتل ولده من قصيده طويله :











وارتــــعــــتُ رأس الأريــــحــــيِّ مـــحـــمـــدا=مـن البيـض مشحـوذ العزائـم صـارمـا

وإن كـــــــــــان أن جـــشـــمـــتـــه لُـــمـــلِـــمـــةٍ=من الخطب والأمر المخوفِ تجشما







ومما يحكي من شهامة محمداً هذا وعلو همته , أنه ركب يوماَ بصنعاء حتى اذا
كان في الجبوب المقابل لجراف , صاح بهمدان! , فخرج إليه من صنعاء والمنظر
وشُعوب سبعمائة لابس!

فقال لهم : أريد غزو نجران , فقالوا سمعاً وطاعة وأرادوا العودة لبيوتهم ليستعدوا لذلك ..



فمنعهم ..حتى صبوا دروعهم رهانه ..فذلك الموضع يعرف الى الآن ( بمصب الدروع ) !



وغزا نجران على طريق مأرب وأخذه واستباحه وعاد .



فلما مات حاتم بن الغشم ال هبره , انتقل ملك صنعاء ومخاليفها الى السلطان
حاتم بن أحمد بن عمران اليامي وذلك سنة ثلاثه وثلاثين وخمسمائه .



انتهى ,,,



المصدر : كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار .