لكل منا صنم يصنعه داخل نفسه يتسور به ، يطرح أحلامه وأفكاره ويتعامل مع المحيطين انطلاقا من هذه الصورة التي يطوف حولها يحاول أحيانا تلميعها ، أو مواراة نفسه عنها حين يخطىء، وأحيانا محاورتها كي يقنعها انه على صواب ومن حوله مخطؤون وكأنه يندفع نحو تطبيق نظريات آينشتاين النسبية في الخطأ والصواب.
ويتمترس خلف شخصية يبني أحلامها بخيالاته ويبرز انفعالات البشر حوله ويترجمها عدسة تصوير تلتقط تميزه إذا مدحوه ، وتعكس حسدهم وحقدهم نحوه إذا انتقدوه ، أصبحنا نتعامل مع الغير بثقافات غريبة عن العربي المحب البسيط مع مجتمعه ( رحماء بينهم ) ونبحث عن أمثال مقاومة للمحبة وباحثة عن العداوة البغيضة فنسمعنا نقول ( الشر سياج أهله ) ( إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ) وكل هذا على مسمع من أطفالنا وتحت بصرهم .
نغرس الكره أشواكا سنحصدها ، ونمد حبالا من العداوات ونبني بروجا من الانفعالات الهجومية وكل هذا تلميعا لأنفسنا ، نحاول إثبات وجودنا بالإكراه وكأن القلوب مفاتيحها الشرور وليس المحبة واللطف والحبور .
أما آن لنا نحن العرب أن نعود لنلبس رداء الصدق والتيسير والشفقة والخير ، ونخلع عنا تلك الأقنعة التي فرضها علينا خوفنا من غدر الزمان ، وما علمنا أنا من نغدر الزمان والمكان وحتى الأحلام .
ينبغي لنا هنا أن ندرك أننا من يصنع ثقافة العنف والإرهاب مع من حولنا الجيران والأصحاب والأولاد والأقارب، نطبق معهم نظرية المعاملة بالمثل ، وليس الوصل والوفاق ، ونبالغ أحيانا في تكبير هفواتهم ونعلن الحرب بلا مقدمات .
كن غارسا للورد تسقيه بمحبتك وتنزع الشوك بعزيمتك ، لا تفرض أفكارك وكن ودودا ، يفتقدك الغير عند غيبتك ، لك بصمة تفوح عطرا يتيه الجالسون بلمعتك ، كن ودودا يشتاق لك الناس ولا يملون طلعتك ..