Boby
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
| موضوع: تحليل الخط 28.03.11 14:40 | |
| اعتذر عن كبر الموضوع لأنه مفيد
تحليل الخط
هناك من يعتبر أن تحليل الخط اليدوي والرسوم والشخبطة سواء لغرض تحليل الشخصية أو لغرض المضاهاة من الشعوذة وأنه ليس لها أصلا علميا أو دينيا فما لصواب؟ وما هو صحة الرأي الشاذ القائل بأن شخصية الشخص البارع في محاكاة الخطوط والتزوير لا يمكن أن تستشف؟
أما بالنسبة لأصوله وجذوره العلمية فهي موجودة وهناك آلاف المقالات العلمية والكتب الصادرة من العديد من المؤسسات البحثية والمعاهد المتخصصة والجامعات حول العالم لا يمكن عدها وحصرها سواء في موضوع تحليل الخطوط بغرض تحليل الشخصية والحالة الصحية أو بغرض المضاهاة واثبات الخطوط المطعون في صحتها جنائيا كما أن تطبيقاته لا تكاد تخلوا في أي بلد حيث توجد إدارات وأقسام خاصة في فحص الوثائق ومعرفة صاحب الوثيقة والحالة الشعورية أو النفسية التي كان عليها وقت الكتابة ويستخدمه علماء وأخصائيون في علم النفس والكثير من المهتمين بتحليل الشخصية ورجال المخابرات في تحليل شخصيات الآخرين. وعموما فإن تحليل الشخصية من خلال الخط عدة مدارس مختلفة منها من يكثر النقد عليه بسبب ضعف منهجه وبعده عن الطرح العلمي السليم أو عدم إتباع المنهج الإحصائي أو الشمولي ومنها ما يدرس في الجامعات والمعاهد والروابط العلمية ومراكز تدريب رجال التحري والمخبرين.
أما من الناحية الشرعية فلا يوجد جدال بمشروعية ذلك خاصة أن تحليل الشخصية من خلال الخط لا تتعرض للمستقبل والغيب وإن كان ذلك افتراضا موجودا فهو عند القلة ومن إضافاتهم وآرائهم الشخصية. إن تحليل الخط وتتبعه أقرب إلى فن فراسة الأثر الذي عرفه العرب واشتهروا به لأن الخط كالأثر بل أكثر محتوى وأقوى معنى ودلالة إذ أنه لغة اتصال بحد ذاتها وعمليات شعورية ولاشعورية يمكن أن تدرس بعشرات الطرق العلمية لعل أشهرها الإسقاط والرمزية عند المختصين في علم النفس والتناسق العصبي العضلي عند المختصين في فروع الطب والاختلافات الثقافية للخط والرسوم والرموز ودلالاتها بين الشعوب المختلفة عند المختصين في علم الإنسان. وقد أفتى مركز الإفتاء في موقع الشبكة الإسلامية الرسمي بمشروعية وبأهمية تعلم هذا العلم والاستفادة منه.
- يجمع محللوا الخط سواء المختصون في تحليل الشخصية من خلال الخط أو فحص الوثائق بأن خط الإنسان ذاته لا يمكن أن يتطابق مرتين بنسبة 100% دون أي تغيير أو تفاوت ولو لم يكن غير ملحوظ للعين غير الخبيرة.
- يجمع أغلب علماء مضاهاة وفحص الوثائق إلى أن العوامل الميكانيكية والجسدية والعقلية والنفسية تجعل من المستبعد جدا أن تتوافر كتابتان يدويتان متطابقتان بالضبط لشخصين مختلفين خاصة إذا كانت العملية فيها نوع من التلقائية.
- بحسب ما ذكره العديد من المحللون والخبراء كخبيرة تحليل الخطوط الأمريكية تريس جابريال فإن أحد علماء الإحصاء الأمريكيون قد توصل في بحثه إلى أن احتمالية وجود خطان متطابقان لشخصين مختلفين هي 1 إلى 68000000000000.
- يرى خبير تحليل الشخصية من خلال الخطوط الأمريكي بارت باجيت أن احتمالية وجود شخصان لهما خط متطابق هو واحد في البليون.
- لأن الخط مميز للفرد فإنه يجري تطبيقه في أنظمة التعرف على الأشخاص والتي تشمل ملامح الوجه والبصمة وقزحية العين والصوت وغيرها.
أما عند أهل الفقه فاقتبس ما ذكره الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
- "الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) ولو لم يجز الاعتماد على الخط لم تكن لكتابة وصيته فائدة"
- "ومن العجب أن من أنكر ذلك وبالغ في إنكاره ليس معه فيما يفتي به إلا مجرد كتاب قيل إنه كتاب فلان فهو يقضى به ويفتى ويحل ويحرم ويقول هكذا في الكتاب والله الموفق".
- "قال إسحاق بن إبراهيم قلت لأحمد الرجل يموت وتوجد له وصية تحت رأسه من غير أن يكون أشهد عليها أو أعلم بها أحدا الشياطين يجوز إنفاذ ما فيها قال إن كان قد عرف خطه وكان مشهور الخط فإنه ينفذ ما فيها".
- "دلت الأدلة المتضافرة التي تقرب من القطع على قبول شهادة الأعمى فيما طريقه السمع إذا عرف الصوت مع أن تشابه الأصوات إن لم يكن أعظم من تشابه الخطوط فليس دونه".
- "وقد صرح أصحاب أحمد والشافعي بأن الوارث إذا وجد في دفتر مورثه أن لي عند فلان كذا جاز له أن يحلف على استحقاقه وأظنه منصوصا عليها وكذلك لو وجد في دفتره أني أديت إلى جاز له أن يحلف على ذلك إذا وثق بخط مورثه وأمانته".
- "وقد قال أصحاب مالك في الرجلين يتنازعان في حائط فينظر إلى عقده ومن له عليه خشب أو سقف وما أشبه ذلك مما يرى بالعين يقضى به لصاحبه ولا يكلف الطالب البينة".
هذا الرأي الذي أجمع عليه أهل الفقه في زمانهم فكيف إذا رأوا أن بعض مدارس تحليل الخط في أيامنا هذه تدرس هذا العلم على مدى شهور أو سنوات ويفحص فيه المحللون العينات والنماذج المكتوبة بأجهزة دقيقة جدا ويستخدمون فيه العديد من أدوات القياس والعدسات والمجاهر المكبرة والكثير من البرامج الحاسوبية المتقدمة جدا. إن الكتابة عملية معقدة جدا تتداخل فيها العديد من العوامل وفضلا عن أنها طريقة لتوصيل الأفكار والآراء والمشاعر والأحاسيس فإنها قد تستخدم كأداة للعلاج وضبط التوازن الجسمي العصبي وأداة للتعلم وبرمجة العقل على الحفظ ورسوخه والتذكر وتقويته وكشف مؤشرات الاضطراب والعلل في النفس والجسد وتقويمها مما يجعلنا كمسلمين نتفكر في نعم الله وقدرته التي مايزتنا عن كثير من مخلوقاته والمتمثلة الخط.
يسأل شخص عن علم تحليل الخط وعن تطبيقاته ما هي؟
1. المجال الجنائي: فحص الوثائق المطعون بصحتها والمشكوك فيها ومضاهاة وتحليل الخطوط وهذا التطبيق موجود في أغلب الدول المتقدمة وفي بعض الدول العربية التي تتفاوت في درجة تمكنها في ذلك وكذلك في الدول الخليجية. يجري تطبيق تحليل الخط في التعرف على الشخصية Handwriting recognition كالبصمة في كثير من الأجهزة فيما يعرف بتقنيات التعرف الشخصي من خلال خط اليد أو البيومتري Handwriting biometrics وقد تفتح هذه التقنيات المجال واسعا أمام التطبيقات المختلفة وقد يحل محل الأقفال والمفاتيح أو أنظمة الأمان الأخرى أو أنظمة مراقبة وتسجيل الحضور والإنصراف في الوظائف مستقبلا.
2. المجال النفسي والطبي: الكشف عن بعض ملامح الشخصية والأوضاع النفسية للكاتب والكشف عن دلالات ومؤشرات بعض الأمراض النفسية والجسدية من الخط ومحاولة تداركها أو علاجها أو التماشي معها والاستفادة من تحليل الشخصية في اختيار الموظفين أو حل المشاكل النفسية والاجتماعية. 80% من الشركات والمؤسسات في العديد من الدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا وهولندا وإسرائيل تعتمد على تحليل الخط في توظيف الأشخاص، وحسب دراسة نشرتها مجلة وول ستريت The Wall Street Journal عام 1988 فإن 7.9 من الشركات في بريطانيا تعتمد على تحليل الخط في قبول طلبات التقدم للوظيفة. هناك العديد من المؤسسات والهيئات والوزارات والجامعات التي تتعامل مع تحليل الخط سواء لاختيار الموظفين أو دراسة سلوك الأشخاص أو للغرض الجنائي وفحص الوثائق ففي أمريكيا توجد أكثر من خمسة آلاف شركة ومؤسسة تستخدم تحليل الخط بطريقة أو بأخرى كما ذكرت إحدى الباحثات الأمريكيات المتخصصات في علم تحليل الخط لفحص الوثائق وتحليل الشخصية.
من هو أب فراسة الخطوط (الجرافولوجي)؟
الطبيب الإيطالي كاميلو بالدي Camillo Baldi.
منقول | |
|